وقصيدة على وشك الولادة
وسيجارة فقدت قدرتها على الاشتعال
حلقت مع دخانها في اعالي الكلام
وغبت هناك
حيث كنت
بعيدة في اقاصي الجمال
على بعد فرسيخين من النجم المرصع بالصلاة
كنت هناك
وانا لم احلق إلا بجناحين اثنين
في قمة الاناقة
والرشاقة
وسيدة معمدة بالخيال
على رأسك اكليل عشق
مسور برقائق من الياسمين
وايقونة كما القلب
ترقص فوق الجبين
وعلى وجنتيك بعض زمرد خجول
يشع يحاول ان يضاهي بسمة الثغر الجميل
وحبيبات من نقاط النون جاءت
وتاء تؤثث عرشا للعاشقين
مؤنثة جاءت على رسلها
تتلوى
كما عقد تهدى على الضفتين
ونهر قد شق صدر الكتاب
وفراشتين اثنتين
وتسافرين
على ذراعي وبعض قلـبي
و ارحل
وترحلين
مني الي
او نهربين من نفسك في
ابرر السفر الطويل
وفي عيني بينت لك محرابا
وقوسين
وترس
ومرأب تحطين فيه
وسرير كبير
عليه توازني
بين اهات الالم
ورنات البـيانو
بين قفزات اللحن المشبع بالاماني
ودقات قلـب مفعم بالاقحوان
بين اوتاري واشعاري وصدري
وبحر طويل للقيصدة وسيجارتي والدخان
بين موجات التأوه في الظلال
وانعكاسات نبضك في النبيذ
بين نسمات انفاسك في المكان
وهمس الكلام بين الشفتين
يتفلت من دون نطق
تقولين احبك
بكل اللغات
التي تعرفين
احبك او لا تعرفين
ويكبر فينا التمترس خلف انحناءات الفراش
يعلو ويهبط كما الصدر
والرعشة بعد الاخيرة بقبلتيين
على بعد فرسخين مني
واشعر بلهيب الوسادة
وصحن نونك والقبتين
واغرف في نهم الجائعين
حليب التطلع وترتفع السماء
على ضفة قلـبي
وتنتصب الزنابق
والغيم
والعطر المقدس
وأخر مغشيا عليك
قبل السجود الاخير بركعتين
والقي عليك الـسـلام
ذات اليمين
وذات الشمال
وعلى الجبين
اطبع ختما
اوقع بحبر قلـبي
وعلى الشفاه المشرئبات
اهدي اليهما قبلتين
واصلي
للقبلة الاولى
واترك الثانية
لبرهتين
واختم في سجود السهو
باسمك
حارقة كل شيء
عدا سيجارتي
والرئتين